إذا أراد واعظ، أو خطيب، أو مفتي أو مدرس، أو غير ذلك، أن ينشر حديثاً، أو أحاديث، فلابد عليه أن يبحث فيها، عن طريق الأسانيد، وهذه الأصول لا يعرفها، إلا أهل الأثر في هذا الزمان، فعليهم أن يسألوهم عن هذه الأحاديث من ناحية الصحة، أو ناحية الضعف (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

فلابد من دراسة أسانيد الأحاديث، دراسة مفصلة من جميع الجوانب التي تؤثر في الحكم على هذه الأحاديث، وذلك من خلال:

(1) البحث في درجة حفظ الرواة، ومدى تدينهم وصدقهم.

(۲) البحث في درجة حفظ الرواة الأسانيد، ومدى ضبطهم، لأحاديثهم.

(۳) البحث في اتصال الأسانيد؛ بمعنى: أن كل راو فيه أخذ عن شيخه الذي حدثه، وأنه ليس ثمة انقطاع، أو تدليس، أو إرسال.

(٤) البحث في توافق إسناد الحديث ومتنه مع الأحاديث الأخرى، والسلامة من المعارضة، أو المناقضة، وهذا مهم جدا.

(٥) التأكد من خلو الحديث من العلل الخفية التي لا يميزها؛ إلا أهل الأثر الأفذاذ.

فإذا تمت دراسة الحديث عبر هذه الأصول، أمكن الحكم عليه بالصحة، أو الضعف.

وهذا عمل شاق، يتطلب الكثير من الوقت والجهد، والخبرة التامة بأصول التخريج والعلل، ولا يستطيع يقوم بهذه الوظيفة، إلا أهل الحديث والأثر.

بقلم

فَضِيلَةِ الشَّيْخِ الْمُحَدِّثِ الفَقِيهِ

أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَوْزِيِّ بنِ عَبْدِ اللَّهِ الحُمَيْدِي الْأَثَرِي

حَفِظَهُ اللَّهُ وَرَعَاهُ