إخمادُ اللّفيفِ الخليفي بسيفِ المحدث فوزي الأثري الحصيف
الحمد لله الذي أقام من أهل السُّنَّةِ أعلامًا، وأرسل على أهل البدعةِ سُهامًا، وجعلَ في العلماءِ الربّانيينَ نورًا يُبددُ الظَّلاما، وصلاةً وسلامًا على من بلَّغ الأمانة، وأقام الدِّين، وتركنا على البيضاء ليلُها كنهارِها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
✍️ أمّا بعد:
فيا سائلاً عن سهمِ الحقّ كيف يُرمى، وعن سُطورِ السُّنّةِ كيف تُخطى، وعن الزَّيفِ كيف يُقصَف، فدونك الجوابَ نقيًّا، والنَّقدَ قويًّا، والتقويمَ نزيهًا جليًّا.
إنَّ عبد الله الخليفيّ —كثيّرُ القولِ، مِقلُّ التحقيقِ، مائلُ المنهجِ، كثيرُ الزَّيغِ والتخليطِ— قد خاضَ فيما لا يُحسنه، وأفتى بما لا يُتقنه، وقال في ربِّه بغير علم، فألغى الصِّفات، وفتحَ أبوابَ التأويلات، وزلَّ في مسألةِ الإرجاءِ، وقال بالعذرِ في الشركِ والعمى، فما أبقى ولا ذَرَا.
لكنَّ اللهَ أقامَ له سيفًا صقيلًا، وناقدًا عليمًا، ومحدثًا أثريًّا، إنَّه الشيخ العلامة المحدث فوزي الأثري —جزاه الله عن الإسلام خيرًا— فَصَدَعَ بالحق، ونقضَ الباطلَ حجَرًا حجَرًا، وسلَّ سيفَ السُّنّةِ في وجهِ الزَّيغِ والكذب، وكتبَ "قمعًا"، و"سَيلًا"، و"سِهامًا"، و"رماحًا"، لا لتُفرّغ في صدورِ المؤمنين، بل لتُسكتَ نُباحَ المُعطّلين.
دَوَّى صوته في "قمع الإله"، واحتدَّ بيانه في "ذمِّ الأحمق"، وتدفقت حججه في "السيل الوبيل"، وما بين قمعٍ ناريٍّ، وسهامٍ مسلسلة، ورماحِ هيجاءَ قاتلة، أظهر اللهُ به الحق، وكشف الزَّيغ، وأسقطَ دعاوى العذر بالجهل، وردَّ تخليطَ الصفات، وهدمَ أركانَ الإرجاءِ المقيت.
فيا طالبَ السُّنَّة، قِف عند هذه الردود، وتأمل، واعتبر، واعلم أنَّ الحقَّ لا يُدركُ بكثرة القيل، بل بموافقة الدليل، وأنَّ العلماءَ رُصَدٌ في وجهِ كلِّ زائغٍ ومُعطّل.
فجزى الله الشيخ فوزي الأثري خيرَ الجزاء، على ما بيَّن وذبَّ، وهدى وكتب، وجعلَ ما سطّره في ميزانِ حسناته، وأبقى صوتَه سيفًا مسلولًا على رقابِ أهل الأهواء.
والله المستعان، عليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سَلْ في العقيدةِ عن سِهامِ مُوَحِّدٍ *** يَرمي الخُليفيَّ الجهولَ بما جَنَى
فوزيُّنا الأثريُّ صدّعَ بالهُدى *** فكأنَّهُ بَرقٌ على لَيلِ العَنا
هَزَّ الجهالاتِ التي بَثَّتْ رُبى *** بِدَعٍ كأنَّ سَمومَها نارُ الفَنا
جاءَ الخُليفيُّ يَبتَغي تَجهيلَنا *** ويَعُدُّ عُذرَ الجاهلينَ من السَّنا
ويُعَطِّلُ الصِّفتَينِ في نَهجِ الهُدى *** ظِلٌّ، وهَروَلةٌ تَجَلّى مِن دِنا
لكنَّ فوزيًّا أتى بِسِهامِهِ *** وبَراهِنٍ تُدني العُقولَ إلى السَّنا
فَدَكَى الزِّياغَ، وحَطَّمَ التَّأويلَ إذْ *** قد كانَ نَهجُ القَومِ تَحريفًا مِحَنا
ورَمى بِسَيفِ السُّنَّةِ العَصماءِ مِنْ *** قولِ السَّلَف، فكانَ حِصنًا مُؤتَمَنا
فانظُرْ إلى "القَمعِ المُبينِ" ونارِهِ *** تُطفِئْ فُتونَ الشُّبهةِ الغَرّا الوَنى
وسَمِعتُ في "السَّيلِ الوَبيلِ" كأنَّهُ *** صَوتُ الحُسامِ إذا يُسَلُّ لِمَن عَنا
ما بينَ رُمحٍ في الهِياجِ مُصَوَّبٍ *** أو سَهمِ صِدقٍ في الجُيوبِ إذا دَنا
إنْ كنتَ ذا عَقلٍ سَليمٍ فاستمِعْ *** لِنَصيحةٍ تَهدي الفُؤادَ وتَهتَدي
واهجُرْ خُليفيًّا تِيَّهِيَّ الهوى *** قد زلَّ في سُبُلِ الضَّلالِ وما اعتَدى
إدارة الموقع