هذا الحديث ليس فيه أي إشكال في قوله تعالى: ((مرضت فلم تعدني))؛ لأن الله تعالى يستحيل عليه المرض، وذلك لأن المرض صفة نقص، والله تعالى متنزه عن كل نقص.
لكن المراد بالمرض: مرض عبد من عباده الصالحين، وأولياء الله تعالى هم: ((خاصته)).
ولهذا جاء في الحديث الصحيح القدسي أيضا: ((من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)). أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (6502) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ يعني: من يعادي أولياء الله تعالى محارب لله مع أنه –وإن كان لم يعاد الله تعالى على زعمه- لكنه عادى أولياءه وحاربهم.
كذلك إذا مرض عبد من عباد الله تعالى الصالحين، فإن الله تعالى يكون عنده؛ ولهذا قال: ((أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده))، وهذا يدل على قرب المريض من الله تعالى، وإن الله تعالى مع هذا المريض الصالح بعلمه وحفظه، وفي الحديث استحباب عيادة المريض([1])
قال فضيلة الشيخ الفوزان: (والحديث فسر بعضه بعضا، قال: (كيف أعودك وأنت رب العالمين. قال: أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده) ([2])([3]).
([1]) انظر: ((شرح صحيح مسلم)) للشيخ ابن عثيمين (ج7 ص377).
([2]) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ في ((صَحِيحِهِ)) (ص1037) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
([3]) انظر: ((الانتصار في الفتاوى)) جمع أبي معاذ (ص96).