الجواب: تفسير: قوله تعالى: في الحديث القدسي: ((يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده)). أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (2569) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

هذا الحديث ليس فيه أي إشكال في قوله تعالى: ((مرضت فلم تعدني))؛ لأن الله تعالى يستحيل عليه المرض، وذلك لأن المرض صفة نقص، والله تعالى متنزه عن كل نقص.

لكن المراد بالمرض: مرض عبد من عباده الصالحين، وأولياء الله تعالى هم: ((خاصته)).

ولهذا جاء في الحديث الصحيح القدسي أيضا: ((من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)). أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (6502) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ يعني: من يعادي أولياء الله تعالى محارب لله مع أنه –وإن كان لم يعاد الله تعالى على زعمه- لكنه عادى أولياءه وحاربهم.

كذلك إذا مرض عبد من عباد الله تعالى الصالحين، فإن الله تعالى يكون عنده؛ ولهذا قال: ((أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده))، وهذا يدل على قرب المريض من الله تعالى، وإن الله تعالى مع هذا المريض الصالح بعلمه وحفظه، وفي الحديث استحباب عيادة المريض([1])

قال فضيلة الشيخ الفوزان: (والحديث فسر بعضه بعضا، قال: (كيف أعودك وأنت رب العالمين. قال: أما علمت أن عبدى فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتنى عنده) ([2])([3]).


([1]) انظر: ((شرح صحيح مسلم)) للشيخ ابن عثيمين (ج7 ص377).

([2]) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ في ((صَحِيحِهِ)) (ص1037) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

([3]) انظر: ((الانتصار في الفتاوى)) جمع أبي معاذ (ص96).