الْجَهْمِيَّةُ هُمْ الَّذِينَ اِشْتَهَرُوا بِبِدْعَةِ تَعْطِيلِ الصِّفَاتِ، وَقَدْ صَارَ لَقبُ: «الْجَهْمِيَّةِ» بَعْدَ ذَلِكَ عَلَمًا عَلَى كُلِّ مَنْ عَطَّلَ الصِّفَاتَ، أَوْ شَيْئًا مِنَ الصِّفَاتِ، وَلَوْ وَاحِدَة، وَلَوْ لَمْ يَقُلْ بِكُلِّ مَقَالَاتِ الْجَهْمِ بنِ صَفْوَان الْمُبْتَدِعِ.([1])
قَالَ شَيْخُ الإسْلاَمِ ابنُ تَيْمِيَّةَ / في «التَّسْعِينيَّةِ» (ج1 ص270): (والدَّرَجَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ التَّجَهُّمِ: هُوَ تَجَهُّمُ المُعْتزِلَةِ ونَحْوهِمْ([2]) الَّذِينَ يُقِرُّونَ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى فِي الْجُمْلَةِ، لَكِنْ يَنْفُونَ صِفَاتَهُ، وَهُمْ أَيْضاً لَا يُقِرُّونَ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى كُلّهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ، بَلْ يَجْعَلُونَ كَثِيرًا مِنهَا عَلَى الْمَجَازِ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ الْجَهْمِيَّةُ الْمَشْهُورُونَ([3])). اهـ
([1]) وانظر: «الفَتَاوَى» لابنِ تَيْمِيَّةَ (ج8 ص490)، و(ج12 ص119)، و«شَرْح العَقِيدَةِ الأَصْفَهانِيّة» لهُ (ص198)، و«مِنْهَاج السُّنَّة» لهُ أَيْضاً (ج1 ص311)، و«مَقَالاَت الإسْلاَمِيِّينَ» للأَشْعَرِيِّ (279)، و«الفَرْق بَيْنَ الفِرَقِ» للبَغْدَادِيِّ (ص199)، و«شَرْح القَصِيدَةِ النُّونيَّةِ» لابنِ عِيسَى (ج2 ص114)، و«تَلْبِيس إِبْلِيسَ» لابنِ الجَوْزِيِّ (ص105).
([2]) كالأَشْعرِيَّةِ، والمَاتُريدِيَّةِ، والإباضِيَّةِ، ونَحْوهِمْ.
([3]) قلتُ: يَدْخُلُ تَحْتَ هَذَا الوَصْفِ طَوائِفٌ كَثِيرة؛ مِنْ أَشْهرِهَا:
1) «الجَهْمِيَّة»: الَّذِينَ عَطَّلُوا اللهَ تَعَالَى عَنْ أَسْمَائِهِ الحُسْنى وصِفَاتهِ العُلَى.
2) و«المُعْتزلة»: الَّذِينَ أَثْبتُوا الأَسْمَاءَ مُجَرَّدة عَنِ الصِّفَاتِ.
3) و«الأَشَاعِرَة»: الَّذِينَ أَثْبتُوا الأَسْمَاء، وشَيْئاً مِنَ الصِّفَاتِ.
قلتُ: وإثْباتُ هَذهِ الصِّفَات عِنْدَ هَذهِ الطَّوائفِ ليسَ وفقَ النَّص، بَلْ وفقَ العَقْلِ، وهَذَا العَقْلُ مَرِيضٌ غَيْرُ سَلِيم.
وَمِنْ تِلْكَ الطَّوَائِفِ: «الرَّبِيعِيَّةُ» الَّتِي عَطَّلَتْ لِعَدَدٍ مِنَ الصِّفَاتِ، فَهَؤُلَاءِ أَيْضًا، جَهْمِيَّةٌ فِي الصِّفَاتِ.